تساهم عمليات تطعيم الأطفال في تجنب وفاة 2 مليون حالة كل عام في جميع أنحاء العالم، يظهر ذلك جلياً في حملات التطعيم بالقارة السمراء، حيث ساعدت قوافل تطعيم الأطفال في القضاء على فيروس شلل الأطفال في نحو 47 دولة بإفريقيا، حيث كان يتسبب هذا الفيروس في شلل حوالي 27000 طفل بإفريقيا سنوياً. ولا يزال هناك توصيات باليقظة والحذر من عودة ظهور هذا الفيروس من خلال استمرار حملات التطعيم الوقائية والتوعية المستمرة من خطر هذا الفيروس. وبالنسبة لمكافحة مرض السل فإنه يحتل مركزاً متقدماً من حيث الأهمية القصوى في القضاء على المرض، حيث يُصنف مرض السل من أهم 10 أسباب للوفاة في العالم. ففي عام 2018 فقط أُصيب 10 ملايين شخص بالسل 24% منهم في إفريقيا. ولكن بسبب تكثيف حملات التطعيم الدورية يتراجع معدل الإصابة بالسل عالمياً بنحو 2٪ سنوياً. ويُستهدف تسريع هذا التراجع ليبلغ ما نسبته 4-5٪ سنوياً. أما بالنسبة لانتشار مرض الملاريا القاتل فقد وصل إلى أكثر من 250 ألف حالة وفاة للأطفال بإفريقيا كل عام، وقد تم مؤخراً اكتشاف لقاح لتطعيم الأطفال ضد هذا المرض، وأظهرت نتائج هذا اللقاح بتعافي حوالي أربع حالات من كل 10 حالات إصابة بالملاريا بين الأطفال، كما أن هناك تراجع بنسبة 29% في حالات الإصابة بالملاريا الحادة لدى الأطفال الذين تلقوا اللقاح. انطلاقاً من تلك الأهمية القصوى لحملات التطعيم المتنوعة، تقوم العون المباشر بعمل حملات تطعيم بشكل دوري في مناطق فقيرة في دول إفريقية مختلفة، من أجل تحصين الأطفال ضد العديد من هذه الأوبئة والأمراض المعدية، والحرص على الالتزام بمواعيد فترات التطعيم للأطفال، بالإضافة إلى عمل حملات توعوية لتشجع الأمهات على تطعيم أطفالهم من أجل حمايتهم من الأمراض وتقوية مناعتهم.